الجزء الثامن

لَوْ لَـمْ تَكُونِي لَمَا صَدَّقْتُ أَنَّ اللّـهَ خَلَقَ النَّاسَ ذَكَراً وَأُنْثَى
**
بِئْسَ الزَّمَنُ زَمَنٌ تَتَحَوَّلُ فِيهِ الْقُرُودُ إِلَى رِجَالٍ، وَالأَنَابِيبُ إِلَى أُمَّهَاتٍ، وَاللُّصُوصُ إِلَى رِجَالِ أَعْمَالٍ!
**
لا يَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِ الْوَهْمِ إِلاَّ مَنْ أَصَابَهُ دَاءُ الْغُرُورِ.
**
الأَدَبُ كَرَامَةٌ، الشِّعْرُ كَرَامَةٌ، والْفَنُّ كَرَامَةٌ.. فَلِمَاذَا، إِذَنْ، يَتَخَلَّى مُعْظَمُ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ وَالْفَنَّانِينَ عَنْ كَرَامَتِهِمْ؟!
**
الأُدَبَاءُ وَالشُّعَرَاءُ الَّذِينَ يَسْتَعْطُونَ الْكَلاَمَ عَلَى أَبْوَابِ النَّدَوَاتِ الثَّقَافِيَّةِ، يُتْعِبُونَ الْبَرَامِجَ، يُشَوِّهُونَ النَّدَوَاتِ، يُمِيتُونَ النَّاسَ ضَجَراً، ويُسِيئُونَ لأَنْفُسِهِمْ.
**
الدِّيمُوقْرَاطِيَّةُ جَنَّةٌ أَرْضِيَّةٌ يَجِبُ أَنْ لا يُحْرَمَ مِنْهَا الْعَرَبُ.
**
القَلَمُ الَّذِي يُكَرِّمُ يُكَرَّمُ، وَالْقَلَمُ الَّذِي يَشْتِمُ يُشْتَمُ.
**
تَعَمْلَقْ، أَيُّهَا الشَّاعِرُ، قَبْلَ أَنْ تَدُوسَكَ أَقْدَامُ الثَّرْثَرَةِ.
**
كَذَّابٌ ابْنُ كَذَّابٍ مَنْ قَالَ إِنَّ الدِّينَ لَيْسَ سِيَاسَةً!
**
الشِّعْرُ هُو الشَّاعِرُ لُغَة وَمُوسِيقَى.
**
فَنُّنَا، الْيَوْمَ، كَقَرْعِ الطُّبُولِ، يُحَرِّكُ الأَرْجُلَ وَيَصُمُّ الآذَانَ.
**
لَقَدْ سَخَّرْتُ مَالِي فِي خِدْمِةِ حَرْفِي، وَجَنَّدْتُ حَرْفِي فِي خِدْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ، فَسَاعِدْنِي يَا رَبّ كَيْ أَمْتَلِكَ الْحَقِيقَةَ.
**
عَجِيبٌ أَمْرُ عُلَماءِ الْفَضَاءِ، يَكْتَشِفُونَ الْكَوَاكِبَ، وَكَوْكَبُهُمْ ضَائِعٌ!
**
حُكَّامُنَا الْبُلَهَاءُ، شَوَّهُوا بِأَعْمَالِهِمْ جَمَالَ الْوَطَنِ، وَجَمَّلُوا بَشَاعَةَ الْغُرْبَةِ!
**
الإيمانُ الْحَقُّ هُوَ أَنْ تَعْرِفَ اللَّـهَ دُونَ أَنْ تُغِيظَ جَارَكَ.
**
النِّظَامُ الدِّيموقْرَاطِيُّ أَنْجَعُ وَسِيلَةٍ لِتَعَايُشِ الأَدْيَانِ.. وَالأَلْوَانِ.
**
لا تَقُلْ: فَتِّشْ عَنِ الْمَرْأَةِ، بَلْ عَنِ الْعَائِلَةِ وَالْمُجْتَمَعِ.
**
إِذَا كَانَ الكَلاَمُ مِنْ لِيرَةٍ لُبْنَانِيَّةٍ، فَالسُّكُوتُ مِنْ دُولارٍ أَميرْكِيٍّ.
**
عَلِّقُوا الْمِشْنَقَةَ فِي مَكانِ الْجَرِيمَةِ، فَتَتَحَوَّل السُّجُونُ مَتَاحِفَ.
**
النَّاقِدُ الّذِي يَهْدُرُ وَقْتَهُ فِي التَّدْقِيقِ بِقَواعِدَ لُغَوِيَّةٍ، كانَتْ وَما زَالَتْ عِرْضَةً للإِلْغَاءِ وَالتَّطْوِيرِ، يُصْبِحُ مَوْضِعَ شَكِّ قُرَّائِهِ، وَجَمِيعِ الَّذينَ تَنَاوَلَهُمْ بِنَقْدِهِ.
**
تَوْعِيَةُ الشُّعُوبِ خَيْرٌ مِنْ إِطْعَامِهَا.
**
قَبْلَ أَنْ تُرْضِي أَحَداً وَأَنْتَ تَكْتُبُ، إِرْضِ نَفْسَكَ. فَالْكِتَابَةُ الَّتِي لا يُصَاحِبُهَا ارْتِيَاحٌ نَفْسِيٌّ تَظَلُّ عَقِيمَةً وَتَافِهَةً.
**
الفَنُّ فَضَاءٌ رَحْبٌ لا تَتَلألأُ بِهِ سِوى النُّجُومِ الْكَبِيرَةِ.
**
الشُّهْرَةُ الأدَبِيّةُ لا تَأْتي عَنْ طريقِ السَّرِقَة، فَالأَشْرَفُ لَكُمْ أَنْ تَنْشُروا صُوَرَكُم في بابِ التَّعارُفِ، مِنْ أَنْ تَنْشُروها تَحْتَ كَلِماتٍ لَيْسَت مِنْ إبْداعِكُمْ. فَالتّاريخُ يَعْرِفُ كَيْفَ يُغَرْبِلُ الناسَ، هذا إذا لَمْ يُغَرْبِلْهُم القانونُ، كَوْن السَّرِقات الأدبيّة مَمْنوعَة في كافَّةِ دُوَل العالـم.
**
لَيْسَتِ المُصِيبَةُ فِي أَنْ يَقُولُوا عَنْكَ بَاطِلاً، بَلِ الْمُصِيبَةُ فِي أَنْ تَتَخَلَّى أَنْتَ عَنْ اقْتِنَاعِكَ بِأَعْمَالِكَ.
**
رُكُوبُ الطَّائِرَةِ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنِ اخْتِرَاعِهَا.
**
الْمَرْكَزُ الْجَديدُ لِلثَّقافَةِ العَرَبِيَّة هُوَ الإنْتِرْنِتْ، وَلَكِنْ يَلْزمُه الإبْداع.. وَإلاّ سَنَبْقى نُراوِح مَكانَنا، وَنَجْتَرُّ أَعْمالَ أَسْلافِنا، فَنَضْجَر مِنْ كِتاباتِنا، وَيَتَثاءَبُ القارِىءُ، وَبَعْدَ لَحَظاتٍ يُشَخّر.
**
إِذَا كُنْتَ لا تُؤمِنُ بِوُجُودِ الشَّيَاطِينِ، أَنْصَحُكَ بِزِيَارَةِ العراق، لِتَلْتَقِطَ بِعَيْنَيْكَ آثَارَ بَصَمَاتِهِمِ اللَّعِينَةِ.
**
أُمَّةٌ لَمْ تُفَكِّرْ بَعْد بِرَفاهِيَّةِ إِنْسانِها، هِيَ أَتْعَسُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاس.
**
لَوْ صاحَ مَلْيونُ ديكٍ، وَقاقَتْ مَلْيونُ دَجاجَةٍ، سَتَبْقى الْحَقيقَةُ حَقيقَةً إلى يَوْم الدَّيْنونَة.
**
لا فَرْق بين أدَبٍ عَرَبي أو إنكليزي أو فَرَنْسي أو روسي أو صيني إلا مِنْ ناحِيَة جُغْرافِيّة المكانْ، وَتَفاعُلِ الْبيئَةِ، وَطَواعِيَّةِ اللُّغَةِ الَّتي كُتِبَ بِها هذا الأدب.
**
الأُصُولِيَّةُ الدِّينِيَّةُ الَّتِي تَدْعُو أَتْبَاعَهَا إِلى الْعَيْشِ فِي زَمَنٍ غَابِرٍ، سَيَنْبُذُهَا الْحَاضِرُ.
**
لَـمْ يَضْمَحِلّ قُرّاءُ الشِّعْرِ إِلاَّ عِنْدَمَا اضْمَحَلَّ الشُّعَراءُ.
**
أَصْعَبُ الْمِهَنِ عَلَى الإِطْلاقِ هِيَ مِهْنَةُ الْفَنِّ، وَمَعَ ذَلِكَ كَثُرَ الْمُعْتَاشُونَ مِنْهَا!
**