الجزء الثالث

وَراءَ كُلِّ رَجُلٍ مَجْنُونٍ.. حَبيبَة
**
لَمْ أُعاقِر الْخَمْرَةَ إِطْلاقاً وَمَعَ ذلك أَنا سَكْرانٌ بِالله.
**
كافِرٌ ابنُ كافِرٍ مَنْ يُكَفِّرُ الآخَرين، إِذْ أَنَّهُ ينْكرُ أُبُّوَةَ اللـهِ لِبَنِي الْبَشَر.
**
أَنْتَ تَكْرَهُنِي، إِذَنْ أَنْتَ تُحِبُّنِي، فَالْكُرْهُ هُوَ أَقْصَى دَرَجاتِ الْحُبّ.
**
الحُبّ.. إِزْعاجٌ جَمِيل.
**
الفَلْسَفَة، هِيَ أَن لا تَتَفَلْسَف.
**
المَوْت لَذَّةٌ وَانْتِصار وَكِبْرِياء، وَإِلاَّ لَما دَخَلَ الْجُنْدِيَّةَ إِنْسان.
**
وَصِيَّتِي قَبْلَ أَنْ أَمُوت أَنْ لا يُقالَ انَّني مُتّ.
**
إِذا كَانَ الْكِتابُ يُسَمَّى مَوْلُوداً، فَما أَكْثَر أَبْنائي.
**
ثَلاثَةٌ لا يُحِبُّهُمُ اللـهُ: الْحَسُودُ وَالْمَغْرُورُ وَالنَّمّامُ. فَالأَوَّلُ يَقْتُلُ غَيْرَهُ، والثَّانِي يَلْعَقُ دَمَهُ، وَالثَّالِثُ يُدَمِّرُ مُجْتَمَعَهُ.
**
الأُمُّ الَّتِي لا تَهُزُّ السَّرِيرَ بِيَمِينِهَا أَوْ بِيَسَارِهَا، سَتَهُزُّ بَدَنَ الْعَالَـمِ بِاسْتِهْتَارِهَا.
**
نِعْمَةُ الإنْجابِ وَالتَّرْبِيَة، يَجِبْ أَنْ يَحْرمَها اللَّه لِكُلِّ مَنْ لا يَحْتَرِمُ الطُّفولَةَ وَيُقَدِّسُها، وَأَنْ لا يَمْنَحَها إلا لِمَنْ خُلِقُوا لَها.. شَرْطَ أنْ يَكُونوا بِمُسْتَواه.
**
الْوُصُولِيُّ، إِنْ صَافَحْتَهُ، يَتَّخِذُ مِنْ يَدِكَ جِسْراً لِلْعُبُورِ إِلَى غَيْرِكَ.
**
تَشْبيهُ غَريزَتِنا الْجِنْسِيّة بِالْحَيَوانِيَّة فيه شَيْءٌ مِنَ التَّحامُلِ عَلَى الْحَيَوانِ، إِذْ أَنَّهُ، عَكْسَنا تَماماً، لا يُجامِع أطْفالَهُ الصِّغار، بل يَفْتُك بِكُلّ مَنْ يَقْتَرِبُ مِنْهم، حِفاظاً عَلَى نَقَاوَةِ نَسْلِه.
**
أَطْفالُنا.. أَكْبادُنا تَمْشي عَلَى الأرْضِ، هكَذا قالَ الشَّاعِرُ، وَهكَذا يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ، فَبِالله عَلَيْكُم عامِلوهُمْ بِالْحُسْنَى، وَكونوا لَهُم مَدْرَسَةَ خَيْر، كَيْ تَسُودَ الْعَدالَةُ وَيَعمَّ السَّلامُ في عالَمٍ كُلّ ما فيه يَسْبَحُ عَكْسَ التَّيّار.
**
أَيَّتُهَا الْقَرِيبَةُ الْبَعِيدَةُ، تُؤَرِّقُنِي نَبَضَاتُ قَلْبِي كُلَّ لَيْلَةٍ، وَحُلْمِي يَنْتَظِرُكِ.
**
مُومِسٌ تَقِيَّةٌ أَفْضَل مِنْ رَجُلِ دينٍ مُخادِعٍ، يَسْتَغِلُّ اللهَ مِنْ أَجْلِ شَهَواتِهِ، وَنَزواتِهِ، وَسِياساتِهِ، وَحُبِّهِ لِلتَّفْرِقَة بَيْن أَبْناءِ الله، وَزَرْعِ الْمَوْت عَلَى الطُّرُقات، كَيْ لا يَهْنَأَ بالٌ، أو تَرْقُدَ عَيْن.
**
التَّلاعُب بِالْعِلْمِ مِنْ أَجْلِ إِرْضاءِ رِجالِ الدِّين غير مَسْموح بِهِ بَتاتاً، فَاللـهُ هُوَ الَّذي زَرَعَ الْمَعْرِفَةَ فينا، وَما عَلَيْنا سِوى اتِّباعِ تَوْجيهاتِهِ الَّتي يُزَوِّدُنا بِها عَنْ طَريقِ الْعَقْل.. وَمَنْ يَدْري فَقَدْ يَجيءُ يَوْمٌ يَكْتُب فيه النَّاسُ عَلَى قُبُور بَعْضِ رِجال الدِّين: هُنا يَرْقُدُ قَوْمٌ جَهَلَة، وَيَكْتُبون عَلَى قُبُور الْعُلَماء: هُنا يَرْقُد أَنْبِياءُ اللّه.
**
سَأَظَلُّ أُحِبُّكِ إِلَى أَنْ يَتْعَبَ مِنْ حُبِّي الْحُبُّ، وَيُدْخِلَنِي فَرَحَ سَيِّدِهِ.
**
ثاني أَكْبَر قَضِيَّة تَهُزّ العالَمَ العربيَّ بَعْدَ الدّين هِيَ غِشاءُ البَكارَةِ، لِذَلِكَ سَتَبْقَى الْبِنْتُ تُمارِسُ حَقَّها في التَّخَلُّصِ مِنْ إِفْرازَاتِ جَسَدِها بِتَكَتُمٍ شَديدٍ، كَيْ لا يَفْتَضِحَ أَمْرُها، وَتَعْتَقِلَها شُرْطَةُ الأخْلاقِ، أو تَذْبَحَها سِكّينُ أَخٍ ثائِر، كما يَحْدُث دائماً.
**
بَرَاءَتُكَ، وَأَنْتَ رَجُلٌ، تَقْدِرُ أَنْ تَكْتَسِبَهَا مِنَ الأَطْفَالِ.
**
الْكِتَابَةُ وَحْدَهَا، تُخَفِّفُ مِنْ آلامِ غُرْبَتِي، فَلِمَاذَا لا تُجَرِّبُهَا؟
**
مَنْ لا يُحِبُ الآخَرِينَ، لا يَشْعُرُ بِمَحَبَّتِهِمْ لَهُ.
**
لَنْ تَحْيَا أُمَّةٌ، حُكَّامُهَا جَشِعُونَ، أُدَبَاؤُهَا مَغْرُورونَ، وَأَبْنَاؤهَا مُسَيَّرُونَ مُسَيَّسُونَ وَطَائِفِيُّونَ.
**
التَّهَجُّمُ على الآخَرِينَ لَيْسَ سَهْلاً كَمَا يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ، إِذْ أَنَّهُ يُشَرِّحُهُمْ كَمَا يُشَرِّحُونَ، ويَضَعَهُمْ، أَمَامَ أَعْيُنِ الْحَقِّ، عَلَى طَاوِلَةِ الْمُفَاضَلَةِ الصَّارِمَةِ: مَنِ الأَفْضَلُ، هُمْ أَمْ الَّذِينَ يَنْتَقِدُونَهُمْ؟.
**